هذه الآية في سورة "الشرح" وهي آية عظيمة لو تدبرنا معناها وما تحمل من مفاهيم:
في تفسير الشيخر عائض القرني لهذه الآية قال:
"فإذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها، فجد في العبادة وتفرغ للطاعة، وأكثر من النوافل وعمل الفضائل، والتزود بالصالحات"
(وإلى ربك فارغب)
وإلى ربك وحده فارغب فيما عنده بسؤاله ، وألح عليه، وأحسن التذلل له، وجميل الخضوع له، وكثرة التطوع، ومزيدا من الإخبات.
وقال بن كثير في كتابه "تفسير القرآن العظيم" في "فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب"
أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطا فارغ البال وأخلص لربك النية والرغبة، ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته " لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان" وقوله صلى الله عليه وسلم " إذاأقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدؤو بالعشاء" قال مجاهد في هذه الآية إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربك وفي رواية عنه إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك وعن ابن مسعود إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل.
وعن ابن عياض ونحوه وفي رواية عن ابن مسعو "فانصب*وإلى ربك فارغب" بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فإذا فرغت فانصب يعني في الدعاء، وقال زيد بن أسلموالضحاك (فإذا فرغت) أي من الجهاد (فانصب) أي في العبادة (وإلى ربك فارغب) قال الثوري اجعل نيتك ورغبتك إلى الله عز وجل.
إنتهى
وإعلمو يا عباد الله أن من أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل، وكما قيل في الأثر " عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وقربة إلى الله عز وجل، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، وطردة للداء من الجسد"
وفي الحديث في صحيح البخاري:
من رواية زيد بن ثابت رضي الله عنه "قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم، فصلو أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلى المكتوبة " 731
هذا ونسأل الله على إعانتنا وإياكم على قيام الليل . . .